التعامل مع الضغوط النفسية وتأثيرها على الصحة

التعامل مع الضغوط النفسية وتأثيرها على الصحة
التعامل مع الضغوط النفسية وتأثيرها على الصحة

كيف يمكن التعامل مع الضغوط النفسية وتأثيرها على الصحة؟ يتعرض الإنسان في الكثير من الأحيان للضغوطات النفسية نتيجة عدة مواقف تواجه في الحياة، ولكن البعض يجهل مدى تأثير هذا الضغط على الصحة الجسدية والنفسية والعقلية أيضًا، لذلك لابد من معرفة كيفية مواجهة هذا الضغط ومعرفة العوامل التي يمكن أن تقلل من احتمالية التعرض للضغط النفسي، تابع معنا للمزيد من التفاصيل.

تعريف الضغط النفسي

يتمثل تعريف الضغط النفسي هو الاستجابة الطبيعية للجسم والعقل لأحداث معينة، مثل المسؤوليات اليومية أو الأحداث المهمة، قد يكون الضغط النفسي مفيداً إذا حدث على المدى القصير ولكن إذا استمر على المدى الطويل فإنه يمكن أن يسبب العديد من الآثار السلبية.

هل تؤثر الصحة النفسية على الصحة الجسدية؟

تلعب الصحة العقلية دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الشخص ورفاهيته بشكل عام، الصحة النفسية والصحة الجسدية ترتبطان ارتباطاً وثيقاً ويؤثر كل منهما على الآخر، فمن الممكن أن تؤثر الصحة النفسية على الصحة الجسدية وتسبب الأمراض العضوية والعكس صحيح.

يمكن أن يسبب التوتر والقلق والاكتئاب تغيرات في الجسم، مثل ارتفاع ضغط الدم، وانخفاض اللياقة البدنية، وانخفاض الشهية، أيضًا التعرض للضغوط لفترة طويلة يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية مثل اضطرابات النوم، وضمور العضلات وغيرها تقلصات وتشنجات المعدة ومتلازمة القولون العصبي، ويعزز تطور حالات مثل مرض السكري وأمراض القلب.

علامات الضغط النفسي 

بعد معرفة تعريف الضغط المفسي وقبل الحديث عن كيفية التعامل مع الضغوط النفسية وتأثيرها على الصحة، إليكم أهم علامات الضغط النفسي: 

العلامات الجسدية

الصداع، وارتعاش اليدين، وسرعة ضربات القلب، التعب واضطراب النوم وانخفاض الشهية، مشاكل في الجهاز الهضمي، ألم مستمر دون سبب واضح، أو ألم أكبر مما توقعته من الإصابة.

العلامات النفسية

تشمل صعوبة في التركيز، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات، والقلق، ونقص الانتباه، القلق والحزن أو البكاء وعدم الاستمتاع بالأنشطة المعتادة، البكاء والغضب.

العلامات الاجتماعية

الانسحاب الاجتماعي، عدم القدرة على أداء المهام اليومية، أيضًا زيادة الصراع مع الأسرة أو أفراد المجتمع، ضعف أداء العمل / صعوبات التعلم، تعاطي المخدرات أو المواد (مثل التدخين أو شرب الكحول أو استخدام الماريجوانا وما إلى ذلك)، فقدان الرغبة في القيام بالأنشطة اليومية.

آثار الضغوط النفسية على الدماغ

استكمالًا للحديث عن التعامل مع الضغوط النفسية وتأثيرها على الصحة، إذا استمر الشخص في التعرض للضغط النفسي لفترة طويلة فإن اللوزة الدماغية ستستمر في النشاط وسيكون الجسم في حالة من التوتر واليقظة المستمرة، وهذا يمكن أن يؤثر سلباً على صحة الدماغ والجهاز العصبي وقدرته على أداء الوظائف اليومية فضلاً عن الصحة الجسدية والعاطفية.

تشمل تأثيرات التوتر على الدماغ ما يلي:

  • ضعف القدرة المعرفية
  • قد تظهر تأثيرات الضغط النفسي على الدماغ على شكل ضعف في القدرات المعرفية مثل: صعوبة في التركيز، بطء التفكير والإدراك، نقص الانتباه، ضعف مهارات حل المشكلات واتخاذ القرار.

النسيان المفرط وضعف الذاكرة

تشمل تأثيرات الضغط النفسي على الدماغ خاصة عند الأشخاص الذين يواجهون ضغوطًا نفسية مستمرة، تغيرات سلبية في الذاكرة القصيرة والطويلة المدى، حيث قد يصبح الأفراد كثيري النسيان ويجدون صعوبة في استرجاع المعلومات القديمة وتعلم أشياء جديدة، ومن الجدير بالذكر أن الشخص الذي يتعرض للضغط النفسي حتى ولو كان خفيفاً قد يجعل الشخص ينسى الأشياء.

اقرأ أيضًا: لماذا اشعر بالنعاس ولكن لا استطيع النوم؟ .. تعرف على أبرز 4 أسباب

آثار الضغوط النفسية على الجهاز العصبي

عندما نتحدث عن التعامل مع الضغوط النفسية وتأثيرها على الصحة، من تأثيرات الضغط النفسي على الجهاز العصبي تنشيط منطقة ما تحت المهاد، مما يؤدي إلى إفراز هرمونات التوتر: الأدرينالين والكورتيزول.

ومن الجدير بالذكر أن الضغوط النفسية على المدى الطويل قد تؤدي إلى ظهور بعض الأمراض، مثل:

  • القلق.
  • الصداع التوتري والصداع النصفي.

تأثير الضغوط النفسية على الدورة الدموية

يزيد إفراز هرمونات التوتر من معدل ضربات القلب ويهيئ الجسم للدخول في مرحلة القتال أو الهروب، مما يؤدي إلى تدفق الدم بسرعة إلى مختلف أجزاء الجسم.

إذا استمر الضغط النفسي لفترة طويلة قد تحدث بعض أمراض الدورة الدموية مثل:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • نوبة قلبية.

تأثير الضغوط النفسية على الجهاز المناعي

قد يؤدي الضغط النفسي إلى انخفاض قدرة الجهاز المناعي على مقاومة الالتهابات المختلفة، وذلك لأن الضغط النفسي يسبب زيادة في بروتينات السيتوكين والتي تسبب الالتهابات وتزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض، مثل:

  • الأمراض القلبية.
  • مرض السكري.

اقرأ أيضًا: أفضل أنواع العلاج النفسي

تأثير الضغوط النفسية على الجهاز الهضمي

في صدد عرضنا إلى التعامل مع الضغوط النفسية وتأثيرها على الصحة، يعتبر الجهاز الهضمي مليء بالأعصاب ويمكن أن يتأثر بسرعة بالضغوط النفسية مما يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض مثل:

  • ارتجاع المريء.
  • متلازمة الأمعاء المتسربة.
  • التعرض للقرحة.

تأثير الضغوط النفسية على الجهاز التناسلي

يمكن أن يسبب الضغط النفسي عدة مشاكل في الجهاز التناسلي لكل من الرجال والنساء لأنه قد يزيد من مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال إذا كان التوتر قصير الأمد.

وإذا استمر هذا لفترة طويلة فإنه سوف يسبب العديد من المشاكل، مثل:

  • انخفاض عدد الحيوانات المنوية.
  • الضعف الجنسي لدى الرجال.
  • التهاب البروستاتا.

بالنسبة للنساء يمكن أن يؤثر الضغط النفسي على الدورة الشهرية، فقد يؤدي الضغط النفسي إلى آلام الدورة الشهرية الشديدة أو الحيض الغزير، وقد يؤدي أيضًا إلى عدم انتظام الدورة الشهرية أو توقفها تمامًا، كما قد يؤدي الضغط النفسي إلى تفاقم أعراض انقطاع الطمث.

طرق تقليل الضغوط النفسية

عندما نتحدث عن التعامل مع الضغوط النفسية وتأثيرها على الصحة سنذكر لكم أهم طرق تخفيف التوتر والقلق كما يلي: 

  • تعتبر ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وسيلة فعالة لتقليل آثار التوتر على العقل، وتحسين الحالة المزاجية، والحفاظ على الصحة البدنية.
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالبروتين والخضروات، بما في ذلك الحبوب الكاملة والفواكه.
  • التنفس العميق هو أسلوب بسيط يساعد على استرخاء الجسم، وذلك من خلال الجلوس في مكان هادئ وأخذ نفس عميق ببطء حتى مستوى بطنك، ثم إخراج الزفير ببطء، مع تكرار ذلك عدة مرات.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء، مثل التأمل الذهني أو اليوغا يمكن أن تساعد عقلك على أخذ بعض الوقت من الراحة والحد من التفكير في المشكلات.
  • خصص وقتًا خلال يومك لممارسة هواية مفضلة أو القيام بنشاط ممتع مثل القراءة أو مشاهدة فيلم.
  • ممارسة أنشطة الاسترخاء مثل أخذ حمام ساخن أو الحصول على تدليك للجسم.
  • تحدث عن مخاوفك ومشاعرك السلبية مع العائلة أو الأصدقاء المقربين لتخفف عن نفسك وتقلل من تأثير الضغوط النفسية، يمكنك أيضًا رؤية أخصائي أو طبيب نفسي.

متى يجب أن ترى الطبيب؟

كما تناولنا كيفية التعامل مع الضغوط النفسية وتأثيرها على الصحة، هناك بعض حالات الضغط والتوتر النفسي التي تتطلب زيارة الطبيب ومن هذه الحالات نذكر الآتي:

  • عدم القدرة على إكمال المهام اليومية بسبب الشعور بالتوتر الشديد.
  • تقلب المزاج.
  • الاعتقاد بوجود مرض يمكن أن يسبب التوتر النفسي والتوتر.
  • التفكير في الانتحار أو القتل.

في الختام لقد تحدثنا باستفاضة حول تعريف الضغط النفسي وكيفية التعامل مع الضغوط النفسية وتأثيرها على الصحة، كما تناولنا أعراض الضغط النفسي وكيف يمكن التقليل من التعرض للضغط النفسي، حيث إن الصحة هي أغلى ما يملك الإنسان، لذا حاول الحفاظ عليها قدر المستطاع.